أيقونة صمود.. عام على اعتقال الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان

أيقونة صمود.. عام على اعتقال الطبيب حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان
الطبيب حسام أبو صفية

مرّ -اليوم السبت- عامٌ كامل على اعتقال الجيش الإسرائيلي مدير مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، الطبيب حسام أبو صفية الذي تحوّل خلال حرب الإبادة على غزة إلى واحدة من أبرز أيقونات الصمود الإنساني والطبي.

وجسّد اعتقال أبو صفية صورة مكثفة لاستهداف المنظومة الصحية في شمال القطاع، في وقت كان فيه المستشفى آخر مرفق طبي يعمل جزئيًا لتقديم الرعاية للأطفال والجرحى، وسط دمار شامل ونقص حاد في الإمكانات، بحسب ما ذكرت وكالة “صفا” الفلسطينية.

وعكس هذا الحدث مسارًا متصاعدًا من الانتهاكات التي طالت الطواقم الطبية، في ظل تصعيد عسكري غير مسبوق وانهيار شبه كامل لقطاع الرعاية الصحية.

اقتحام المستشفى والاعتقال

داهم الجيش الإسرائيلي في 27 ديسمبر 2024، مستشفى كمال عدوان الذي كان آنذاك المستشفى الوحيد المتبقي في الخدمة شمال غزة.

واعتقل الجنود مدير المستشفى حسام أبو صفية، إلى جانب عدد من أفراد الطاقم الطبي ومرضى كانوا يتلقون العلاج، في مشهد وثّق حجم الخطر الذي واجه العاملين في القطاع الصحي.

وشكّل الاقتحام ضربة قاسية لما تبقى من البنية الطبية، وأكد انتقال الاستهداف من تدمير المنشآت إلى اعتقال الكوادر الإنسانية.

طبيب تحت النار 

واصل أبو صفية إدارة المستشفى بلا كلل، مقدّمًا الرعاية الصحية الضرورية للأطفال والمصابين، وشاهدًا مباشرًا على انهيار النظام الصحي تحت وطأة الحرب.

وتحمّل الطبيب الفلسطيني فاجعة شخصية كبرى بعد مقتل نجله إبراهيم في غارة جوية إسرائيلية، إلا أنه استمر في أداء واجبه الطبي، رافضًا مغادرة المستشفى أو التخلي عن مرضاه.

وجسّد هذا الموقف معنى الالتزام الإنساني والأخلاقي للمهنة الطبية في أقسى الظروف.

احتجاز وقيود ممنهجة

احتُجز أبو صفية أثناء أدائه لواجباته الطبية، في سياق نمط متكرر من اعتقال العاملين في المجال الصحي.

منعت السلطات الإسرائيلية الطبيب أبو صفية من مقابلة محامين حتى 11 فبراير 2025، في انتهاك صريح للحقوق القانونية الأساسية.

وأفادت محامية زارته في سجن عوفر العسكري مطلع يوليو 2025 بتعرضه، إلى جانب محتجزين آخرين، للاعتداء والضرب.

وأظهرت الزيارة فقدانه وزنًا كبيرًا، في ظل قيود قاسية فرضتها مصلحة السجون الإسرائيلية على الغذاء، والرعاية الطبية، ووسائل النظافة الشخصية.

صوت العائلة ورسالة الحرية

كتب نجله إدريس عبر منصة إنستجرام رسالة مؤثرة قال فيها إن والده “سار بالرداء الأبيض وحيدًا بين الموت والدمار وأمام الدبابات، لا لأنه لم يخف، بل لأن إنسانيته كانت أعظم من الخوف”.

وأضاف أن الصورة التي وثّقت لحظة اعتقاله تمثل شهادة على شجاعة “خط الدفاع الأخير عن الحياة”، مطالبًا بإطلاق سراحه بعد عام كامل من الاحتجاز.

وسلّط هذا النداء الضوء على البعد الإنساني لقضية أبو صفية، بوصفها رمزًا لمعاناة الأطباء الفلسطينيين، ورسالة مفتوحة للمطالبة بحماية الطواقم الطبية ووقف استهدافها.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية